facebook

Sep 10, 2024

تعريف العقيدة وأصول العقيدة الإسلامية

العقيدة في اللغة: هي المصدر من الفعل اعتقد يعتقد اعتقادًا، أُخذت من العَقد، وهو الشَّدُّ والرَّبْط بقوَّة[1].   وفي الاصطلاح: لها معنيان أحدهما عام يشمل كل عقيدة، والآخر خاصٌّ يشمل العقيدة الإسلامية فقط: فالعقيدة بالمعنى العام هي الإيمان واليقين الجازم الذي لا يتطرَّق إليه شكٌّ لدى معتقده، سواء أكان هذا الاعتقاد حقًّا أم باطلًا.   أما العقيدة الإسلامية فهي الإِيمان الجازم بربوبية الله تعالى وأُلوهيَّته وأَسمائه وصفاته، وملائكته، وكُتُبه، ورُسُله، واليوم الآخِر، والقَدَر خيره وشره، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب، وأصول الدِّين، وما أَجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله تعالى في الأَمر، والحكم، والطاعة، والاتِّباع لرسوله صلى الله عليه وسلم.   والأمور العملية التي هي مِن قطعيَّات الدِّين؛ كالأمر بالمعروف، والنهي عن الْمُنكَر، والحب في الله، والبغض في الله، ونحو ذلك مما يَندرج في الواجبات، وفي العلاقات بين المسلمين؛ كحبِّ الصحابة رضي الله عنهم وحبِّ السلف الصالح، وحبِّ العلماء، وحبِّ الصالِحين، ونحو ذلك مما هو مُندرج في أصول الاعتقاد وثوابته.   ويُمكن أن نقول: إن العقيدة الإسلامية هي كل خبر جاء عن الله أو رسوله يتضمَّن خبرًا غيبيًّا لا يتعلَّق به حكم شرعي عمَلي، فسائر ما ثبَت مِن أمور الغيب هو مِن العقيدة، والأخبار التي جاءت في كتاب الله، وصحَّت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي مِن العقيدة، والثوابت العلمية أو العملية داخلة في العقيدة؛ كالتزام شرع الله عز وجل في الجملة، والتزام أصول الفضائل والأخلاق الحميدة، ونفي ما يُضادُّ ذلك[2]. [هبة حلمي الجابري: alukah]

إنَّ أصولَ العقيدةِ الإسلاميةِ وأساسها هي أركانُ الإيمانِ الستةِ ذاتها،[٣] والمذكورة في الحديث المرويِّ في صحيح مسلم، والذي سأل فيه جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان، فأجابَ النبيُّ: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)،[٤] ولا بأس في هذا المقال من الحديثِ عن كلِّ أصلٍ من هذه الأصول بإيجازٍ فيما يأتي: الإيمان بالله ويكون ذلك من خلال الإيمانِ بوجود الله -عزَّ وجلَّ- والتصديق الجازمِ به، وتوحيده بالذاتِ والأفعال والأسماء والصفات.[٥] الإيمان بالملائكة ويكون ذلك بالتصديقِ الجازم بوجود هذه المخلوقاتِ، والإيمان بصفاتهم وأعمالهم المذكورة في القرآنِ الكريم أو في السنة النبوية المطهرة.[٦] الإيمان بالكتب ويكون ذلك من خلال التصديق الجازم بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أنزل على رسله كتبًا، وأنَّ هذه الكتب إنَّما هي كلام الله، وأنَّ الغاية منها هي هداية البشرية وتشريع الشرائع لهم.[٧] الإيمان بالرسل ويكون من خلال التصديق الجازم بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أرسل رسلًا لهداية البشرِ، ودعوتهم إلى دينِ التوحيدِ، ودعوتهم إلى الكفر بما يُعبد من دون الله، وتصديق هؤلاء الرسل جميعهم، والإيمان بأنَّهم بلّغوا رسالة ربهم على أكمل وجهٍ.[٨] الإيمان باليوم الآخر وذلك بأن يؤمن المسلم أنَّ هناك يومًا يبعث الله -عزَّ وجلَّ- فيه الخلائق، ويجازيهم على أعمالهم في الدنيا، فيجازي أهل الإيمانِ بالخلود في الجنة، ويجازي أهل الكفر بالخلود في النار.[٩] الإيمان بالقدر خيره وشره ويكون بإيمانِ المسلمِ بأنَّ كلَّ ما يقع له في الدنيا من من خيرٍ أو شرٍ، وكلَّ ما يحصل من أحوالٍ، وما يجري في هذا الكون إنَّما هو بقضاء الله -عزَّ وجلَّ- وقدره.[١٠] إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9

أصول العقيدة الإسلامية (أركان الإيمان): قبل أن نتحدث عن أصول العقيدة الإسلامية (أو أركان الإيمان) لا بد أن نبين أن هناك ضوابط لدراسة مسائل الاعتقاد، ومن أهمها ما يلي: أولًا: كون العقيدة الإسلامية غيبية، وليست أمورًا محسوسة، فالله غيب، وكذلك الملائكة واليوم الآخر والقدر؛ أما الرسل والكتب فالإيمان بها إنما يكون بالتصديق بنسبتها إلى الله؛ أي كونه أرسل الرسل وأنزل الكتب وهذا غيب - أيضًا -.   ثانيًا: مصدر هذا الغيب هو الوحي السماوي الصادق، قال الله تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 1-3]، والإيمان بالغيب يقابل عدم التصديق إلا بالمحسوس كما هي نظرية الشيوعيين.   ثالثًا: مسائل الاعتقاد يقين، ولا تصح العقيدة مع الشك، فالشك ينافي الاعتقاد، قال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54]. رابعًا: العقيدة في الإسلام وحدة مترابطة، إذا هدم أصل من أصولها؛ خرج صاحبها من دائرة الإسلام؛ فالذي يكفر باليوم الآخر، أو الجنة أو النار، أو كذب الرسل أو واحدًا من الرسل، أو كذب بالملائكة، أو واحدًا منهم ممن أخبر الله تعالى به وهو يعلم؛ فهو كافر، قال تعالى في الذين يكفرون ببعض أصول الاعتقاد: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150، 151][2].   ومن هذه الآية الكريمة يتبين لنا: أن القرآن الكريم ينكر على من يريد أن يفرق بين الله ورسله، ويقرر القرآن الكريم الإيمان الكامل بالله ورسله بدون تفريق بين الله ورسله، وبدون تفريق كذلك بين رسله جميعًا. وبهذا الشمول كان الإسلام هو "الدين" الذي لا يقبل الله من الناس غيره؛ لأنه هو الذي يتفق مع وحدانية الله، ومقتضيات هذه الوحدانية.   ولذلك عبرت الآية الكريمة عمن يريد أن يفرق بين الله ورسله (بأن يؤمنوا بالله ويكفروا بالرسل) وعمن يريدون التفرقة بين الرسل (بأن يؤمنوا ببعضهم ويكفروا ببعضهم) عبر عن هؤلاء وهؤلاء بأنهم (الذين يكفرون بالله ورسله، وعد تفرقتهم بين الله ورسله، وتفرقتهم بين بعض رسله وبعض، كفرًا بالله وبرسله ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 151] [3].

خامسًا: الاعتقاد الجازم لا يكفي وحده، فقد جزم فرعون بأن الآيات التي جاء بها موسى هي من عند الله: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [النمل: 14]. وإبليس جازم بصدق الرسل والكتب، فلا بد من الاعتقاد الجازم من الرضا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا نبيًا، ولا بد من الإعلان عن ذلك باللسان، وتصديق ذلك بالعمل، أي: الإذعان والانقياد لله تبارك وتعالى، فما آمن من اعتقد ورفض الخضوع والطاعة لله تعالى كما هو حال الشيطان والمستكبرين.   سادسًا: كل من أنكر شيئًا من أصول الاعتقاد أو فروعه المعلومة من الدين بالضرورة؛ فإنه كافر لا شك في كفره، أما الذي يترك عملًا من الأعمال الشرعية الواجبة، أو يفعل شيئًا مما حرم الله؛ فإنه يكون عاصيًا، والذين يكفرون بالذنوب والمعاصي هم الخوارج[4]، أما منهج السلف الصالح: فإنه ترك الواجبات وفعل المحرمات يعد ذنبًا ومعصية، تشوه الإيمان وتنقصه، ولكنها لا تزيله وتذهبه.   سابعًا: الأصول الاعتقادية التي أثبتتها النصوص ستة: (الله، الملائكة، الكتب، الرسل، الإيمان باليوم الآخر، القضاء والقدر)[5]، والنصوص الدالة على هذه الأصول كثيرة جدًا، سواء من الكتاب أم السنة، أما من الكتاب فمن ذلك: 1- قال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].   2- قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

أما من السنة فحديث عمر بن الخطاب المشهور، وفيه أنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم؛ إذْ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام، قال: "الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا"، قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: "الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: فأخبرني عن الساعة، قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أمارتها، قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"، قال: ثم انطلق. فلبثت مليًا، ثم قال لي: يا عمر! أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم"[6].   ومن هاتين الآيتين وهذا الحديث يتبين لنا أن هناك أصولًا ستة للعقيدة الإسلامية هي أركان الإيمان: الإيمان بالله.. الإيمان بالملائكة.. الإيمان بالكتب السماوية.. الإيمان بالرسل.. الإيمان باليوم الآخر.. الإيمان بالقضاء والقدر. [علي محمد مقبول:alukah]

By undefined

5 notes ・ 1 views

  • Arabic

  • Upper Intermediate